من الدراما السورية مروراً بالمصرية والعربية المشتركة، وليس إنتهاءً بالدراما الخليجية، تحاول الكاتبة السورية نور شيشكلي إثارة العديد من القضايا الشائكة، ولفت الأنظار إلى مشاعر إنسانية، قد تعكس بعضها شيئاً من الذات، فلطالما إتسمت أعمالها بالواقعية مستندة بها إلى قصص حقيقية، من دون أن تلجأ إلى الحكايا التي ينسجها خيال الكاتب وحده، منفصلاً عن الواقع.

وبخطوات مدروسة، إستطاعت أن تضع إسمها بين أسماء كتّاب الدراما في العالم العربي، ورغم إقتحامها عالم الدراما بسن صغيرة، إلا أنها أظهرت نضجاً وجدية في ما تطرحه من أفكار تلامس الشارع.

ولدت في دمشق عام 1984، والدها هو الرسام ومهندس الديكور ماجد شيشكلي، والذي كان بوابتها الأولى نحو شغف الفن، فقد سمح لها مجال عمله كمهندس ديكور لمعظم الأعمال الدرامية، أن تقرأ النصوص الدرامية في عمر صغير.

متزوجة من الكاتب المعروف مازن طه، ولهما إبنة وحيدة "مايا"، التي اقتحمت عالم التمثيل هي الأخرى، في العديد من الأعمال.

أعمالها

يحمل رصيدها ما يقارب العشرين عملاً، ففي الدراما السورية قدمت "حكم العدالة" عام 2007، وخماسية في مسلسل "تحت سماء الوطن" بعنوان "نزوح" عام 2013 و"مدرسة الحب" بجزئيه الأول والثاني عام 2016، "ببساطة" بجزئيه عامي 2019 و2020 إضافة إلى مسلسل "صبايا" من الجزء الثاني وحتى الخامس.

وبالانتقال إلى الدراما الخليجية، فلها "أيام السراب"، ومجموعة أفلام "الساكنات في قلوبنا" عام 2009، "ضحايا حلال" لمنصة "شاهد " و"الميراث" عام 2020.

وتُعد نور شيشكلي من أهم الكاتبات في الدراما العربية المشتركة، ومن أعمالها "علاقات خاصة" عام 2015 و"جريمة شغف" عام 2016 و"مذكرات عشيقة سابقة" عام 2017.

وفي الدراما المصرية لها مسلسل "الرحلة" عام 2018.

كما أنجزت في عالم الفن السابع، مجموعة أفلام بلغ عددها تسعة أفلام، ضمن سلسلة أفلام "عناقيد" عام 2019

الفستان الأبيض

إرتدت نور شيشكلي الفستان الأبيض عبر إحدى شخصيات فيلم "حبة كراميل"، وقالت لموقع "الفن" إن قصة الدور غريبة، والحكاية التي أوصلتني لأمام الكاميرا بعد 12 عاماً في الوسط الفني، لم تكن بالحسبان.

وأضافت: "حللت ضيفة شرف على الفيلم، وكثيرون يعرفون أنني لم أرتد الفستان الأبيض عند زواجي من مازن طه، وبقي هذا الحلم بداخلي منذ عشر سنوات".

وأكدت أن الشركة المنتجة أخبرتها عن رغبتها بالانضمام إلى الفيلم كممثلة بدور لطيف فوافقت على الفور، وأردفت: "بعدها عرفت أن زوجي رشحني للدور ليحقق حلمي بالاتفاق مع ماغي بو غصن والمخرج إيلي حبيب والمنتج جمال سنان، بعدما علموا بقصة حلمي بارتداء الفستان الأبيض، وبالفعل أشرف الستايلست نادر مرواني على هذا الفستان ليكون محور الحكاية، علماً أن الدور يشكل نقطة انعطاف في محور الأحداث".

وأشارت إلى أنها ليست المرة الأولى التي تقف فيها أمام الكاميرا، حيث سبق لها وأن قدمت دوراً في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"، عندما ذهبت مع المهاجرين في رحلة الهرب من الموت نحو الموت.

صبايا

في حديثها عن سلسلة "صبايا" قالت نور شيشكلي : "على الرغم من أنه لم يكن أول أعمالي إلا أنه العمل الذي دخلت به بقوة إلى ساحة الدراما، وكان عملاً ذو طابع مختلف ومميز.. له خصوصيته وفكرته الخاصة وليس من الأعمال السهلة من ناحية التأليف، ولو عُرضت عليّ كتابة جزء جديد منه ووجدت نفسي قادرة على إضافة شيء جديد للمشروع فسأقبل، أما إن وجدت أنني سأكرر نفسي ولن أقدم أي جديد فسأكتفي بالأجزاء التي قدمتها، فضلاً عن أنه كان من التجارب المميزة التي عشتها، كنا عائلة واحدة".

وأضافت: "العمل مع المنتج عماد ضحية كان مميزاً وهو قارئ مرعب بالمناسبة، العمل مع المخرجين الذين شاركوا في التجربة كان مميزاً أيضاً، كل منهم كان له طبعه الخاص وأسلوبه المتميز، وحتى اللحظة أشتاق لكل الصبايا الذين شاركوني خمس سنوات من حياتي كانت الأجمل".

موطني

قدمت نور شيشكلي بالشراكة مع زوجها ثلاثية باسم "موطني"، ضمن ثلاثيات مسلسل "مدرسة الحب"، وقد تركت هذه الثلاثية أثراً كبيراً، بعدما قدمت من خلالها معاناة اللاجئين السوريين في رحلة هروبهم من الموت وسفرهم في القوارب، مرتكزة على قصص وحوادث حقيقية لناس عاشوا التجربة بقسوتها ومرها.

وقد ترجمت تلك الثلاثية إلى العديد من اللغات، وكان من المفترض أن يتم تحويلها إلى فيلم سينمائي.

ضحايا حلال

مسلسل "ضحايا حلال" هو واحد من أكثر أعمالها جرأة، وكانت لها تجربة خاصة في كتابة هذا العمل الذي على الرغم من أنه مؤلف من عشر حلقات، إلا أنها إستغرقت في كتابته تسعة شهور، وتحدثت نور شيشكلي عن هذه التجربة لموقع "الفن"، قائلة إنها واحدة من أصعب تجارب حياتها إلا أنها كانت تحتاج إلى منبر حقيقي مثل منصة شاهد لتقول رسالتها في عمل تراه يتحدث عن المرأة بشكل حقيقي من دون أي تعديل "رتوش" وبجرأة غير مسبوقة.

الدراما التركية

قالت نور شيشكلي في حوار لها إن "الدراما التركية مؤثرة فقط بالمتأزمين عاطفياً، وبشكل عام بدأت تؤثر عندما اتجهت الدراما السورية للتقليد إذ لا يمكن وضع مسلسل سوري بمقومات وشروط تركية، بالتالي طرح صورة مشوّهة للواقع وحتى ضمن البيئات المتقاربة كالسورية والمصرية مثلاً لن تنجح الفكرة فما بالنا بالتركية".

بين التهريج والكوميديا

قالت نور شيشكلي في أحد حواراتها إن "هناك شعرة بسيطة بين التهريج والكوميديا، فالتهريج يعتمد على الكاراكتر فقط، أو على ثياب وإطلالة الشخصية فقط، ولا يقدم أي فكرة، بينما الكوميديا الحقيقة هي التي رغم الصمت، قادرة على أن تجعل الجمهور يدمع من شدة الضحك، الكوميديا هي صناعة الحدث والفعل وليس فقط تهريجاً".

أنا وزوجي

تؤكد نور شيشكلي أن "زوجها مازن طه كان ولا زال أستاذي، على يديه تتلمذت فنون السيناريو، وهو القارئ الأول لكل ما أكتب، وأي فكرة جديدة أشاركه بها وأستفيد من نصائحه، وأجمل ما في الأمر هو أننا مختلفان.. مازن الهادئ والحكيم والأقرب إلى العقلانية، وأنا المشاكسة.. مجنونة الخيال بحاجة إلى شخص يشدني أكثر نحو الأرض".

وتضيف: "زواجي من كاتب هو عامل النجاح الأول في حياتي المهنية لأنه يقدّر تماماً معنى أن تكون كاتباً، خاصة أنني معروفة بمزاجيتي العالية جداً والصعبة جداً، وهو الشخص الوحيد الذي يتحمل هذه المزاجية والقادر على استيعابها".

مشاريع مؤجلة

قدمت مسلسلاً لإحدى شركات الإنتاج السوريّة، يتحدث عن أثر الحرب على الأسرة السورية بعنوان "قالت لي العرافة"، لكن تم إيقاف المشروع وطلب منها أن يتم تحويله إلى دراما عربية مشتركة، وهو الأمر الذي رفضته، فتم إيقاف المشروع إلى أجل غير مسمى.

كذلك الأمر تكرر معها في مسلسل "باب توما"، الذي كتبته بالشراكة مع زوجها، والذي إعتبرته بوابة عودتهما إلى الدراما السورية، بعد إنقطاع تسع سنوات.

معلومات قد لا تعرفونها عن نور شيشكلي

تعد من أهم كتّاب برنامج "سي بي إم"، الذي كان يعرض على شاشة "mbc".

تعتبر الممثل السوري باسم ياخور واحداً من أهم نجوم الدراما السورية والعربية، كما تعتبره شريك نجاح، وهو يدرس القصة والورق والجملة والشخصية وكل شيء.

ترى الممثلة السورية شكران مرتجى نجمة دراما من الرقم الصعب.

ترى أيضاً أن الممثل المصري محمد سعد مهرجاً وOver، ولا يضحكها من الأساس.

زارت الجزائر برفقة زوجها مازن طه عام 2019، لتقديم ورشات في السيناريو ومحاضرات لطلاب المعهد العالي لمهن فنون العرض السمعي والبصري.

برأيها أن الدراما السورية تعاني أزمة كل شيء، إستسهال كل شيء وإستباحة كل شيء، ويكمن الحل بإنشاء محطات سورية خاصة، تضمن للمنتج تسويق عمله المحلي، ولا تجعل دخوله في عملية الإنتاج مقامرة.

يعد الفنان اللبناني مروان خوري من أقرب الأصدقاء إلى قلبها، وقد قامت بتقديمه خلال الحفل الذي أقامه في عيد الحب في عام 2018 في دمشق.

قامت بتقديم الفنان عاصي الحلاني في حفل عودته إلى دمشق، بعد غياب دام سنوات طويلة.